La main à la pâte
كيف يمكن إثبات عدم سمية الغاز؟
13/03/2002
تاريخ
 
سؤال من
 

لقد عرضت على التلاميذ (مضخّة الهواء)، عند ملئ حوض سمك بالماء؛ ولقد لاحظنا خروج غاز ولكننا كنا نجهل طبيعته (العديد من الإجابات: يكفي استخدام ولاعة لنرى إذا كان يحترق...)؛ وفي محاولة لمعرفة إذا كان هذا هواءا أم لا، اقترح تلميذ الآتي: "إن كل ما علينا عمله هو أن نجعل حيوانا يستنشق هذا الغاز، فإذا مات هذا الحيوان، فإن ذلك يعني أن هذا الغاز ضار". فكيف يمكن إثبات عدم سمية الغاز؟

 

 
 
21/03/2002
تاريخ
 
إجابة من
 

يبدو لي السؤال في غاية الغرابة، حيث أن الهدف من مضخة الهواء داخل حوض الأسماك، هو بالتحديد ... تمرير الهواء بالماء الذي تعيش فيه الأسماك! فإن هذا يسمح بتعجيل عملية ذوبان الأكسجين الموجود بالجو في ماء حوض الأسماك عن طريق زيادة سطح الملامسة من خلال تكوين الفقاقيع؛ وبالتالي فإن الغاز الذي يخرج من مضخة الهواء هو ... الهواء. كيف يمكن تحديد سمية الغاز بطريقة عامة؟ ليس هناك طريقة سهلة للقيام بذلك؛ فهناك من يستخدم أدواتٍ في غاية التعقيد (تحليل طيفي للكتلة الذي يستخدم لتقدير نسبة التلّوث بالغاز المتدفّق من بعض المصانع)؛ والسبب في ذلك بسيط، فبعض الغازات السامّة تكون عديمة اللون والرائحة؛ والمثال الأكثر شيوعا لذلك هو أول أكسيد الكربون (CO)، الذي يمكن أن يتكوّن عند عدم اكتمال عملية الاحتراق (لعدم وجود كمّية كافية من الأكسجين)؛ وهذا هو ما يحدث في المنازل سيئة التهوية، والتي تستخدم وسائل تدفئة تعمل بالاحتراق لا يتم تنظيف أنظمة الإفراغ الخاصة بها؛ ويتسبب هذا في مئات من حالات الوفاة بفرنسا كل عام. ولكن اطمئن فليس هناك شئ سام يخرج من حوض الأسماك الخاص بك! وهناك إيضاح صغير بخصوص استخدام الحيوانات في تقدير مدي سمية المستحضرات الكيميائية، ففي مطلع القرن كان عمال مناجم الفحم يصطحبون معهم عصافير محبوسة داخل أقفاص؛ وتلك الطيور حساسة جدا لنوعية الهواء، وكانت تلك العملية تسمح بتوقع وقوع "الطلقات الغريزية (غاز المناجم): فعند شعور الحيوان بتوّعك كان عمال المناجم يطفئون القناديل، فكان هذا بمثابة إشارة إلي انفتاح جيب غازي باطني، وعلى إن هناك إحتمالية كبيرة لحدوث انفجار؛ ويمكن مشاهدة إعادة تمثيل (بدون العصفور) "طلقات الغريز" بالفيلم السينمائي Germinal، الذي قام ببطولته Gerard Depardieu وRenaud (ولا يجب عرض هذا الفيلم أمام التلاميذ)؛ ولازلنا حتى يومنا هذا نعبّر عن سمّية المستحضرات الكيميائية سواء كانت صلبة، أو سائلة، أو غازية، بالكمية المميتة بوحدة وزن الكائن الحي المسمّم؛ ولقد تم الحصول على هذه النتائج عند إجراء التجارب على الحيوانات (وكانت الفئران في أغلب الأحيان)؛ وسمحت هذه الفحصوات حتى وإن كانت قابلة للإعتراض والمناقشة (ولكن هذا موضوع آخر) للمشرِّع بتحديد ضوابط / معايير الحماية للجمهور وللعاملين في حالة التعرض لها خلال مزاولة نشاط مهني؛ ويجب ملاحظة أن العديد من المواد المركبة (مركبات عضوية على سبيل المثال)، قد تكون سامة حتى بكميات ضئيلة جدا؛ وتأثيرها غير معروف نتيجة لتأخر ظهوره؛ وهناك أمثلة حديثة تذكرنا بذلك، مثل ايثرات الجليكول التي تتسبب في تشوه الأجنة خلال فترة الحمل، ولقد استخدمت هذه المستحضرات طويلا في الصناعة وفي الدهان، ولم يتم تقنين استخدامها إلا منذ وقت قريب؛ وهناك الأمينت، في هذه الحالة لا يتعلق الأمر بغاز وإنما بجزيئات دقيقة معلقة وتتراكم داخل الرئة؛ والدايوكسين والذي كان ينشره قديما مرمدة المخلفات المنزلية (ذات التصميم القديم)، والذي قد يصبح ضارا على المدى الطويل عند إدراجه بالسلسلة الغذائية؛ إن مفهوم سمية الغاز إذاً مفهوم معقدّ لأن الخطر منه قد يكون فوريا (وهذه هي الحالات التي يسهل علاجها)، أو قد يكون خطره مؤجلا؛ وبإمكانك للحصول على المزيد من المعلومات زيارة موقع المعهد القومي للبحث والأمن الشيق:

  http://www.inrs.fr